كتاب أخبار النساء لابن الجوزي

قتلها. فلمّا رأى نساؤه ذلك غيّبن بناتهنّ في أحياء العرب. وبلغه ذلك فركب راحلته وخرج مرتاداً لهنّ حتّى أناخ على حيٍّ من أحياء العرب، وإذا جوار مجتمعاتٍ، فقال: أيّتكنّ تجيز لي هذا البيت ولها راحلتي؟ فسكتن عنه، وقالت ابنته: هات. فأنشأ يقول:
تبلت فؤادك إذ عرضت عشيةً ... بيضاء بهنكة عليها لؤلؤ
قال: فسكتت ساعة، ثمّ قالت:
لعقيلة الأدحي بات يحفّها ... كنقا الظّليم وزال عنها الجؤجؤ
فضربها بالسّيف فقتلها. وسار حتّى نزل بحيٍّ آخر، فإذا بجوارٍ يلعبن فقال: أيّتكنّ تجيز لي هذا البيت ولها راحلتي؟ فسكتن عنه، وقالت ابنته: هات. فقال:
إذا بركت تعالى مرفقاها ... على مثل الحصير من الرّخام
فسكتت ساعةً، ثمّ قالت:

الصفحة 109