كتاب أخبار النساء لابن الجوزي

وآخر عهدٍ منك يوم لقيتكم ... بأسفل وادي الدّوم والثّوب يغسل.
فقالت بثينة: يا جارية، أبغنا خطباً من الرّوضات لنذبح لكثير غريضاً من البهم: فراح إلى جميل فأخبره.
ثمّ إنّ بثينة قالت لبنات خالتها، وكانت اطمأنّت إليهنّ وتطلعهنّ على حديثها: أخرجن بنا إلى الدّومات فإنّ جميلاً مع كثيرٍ، وقد وعدته. فخرج جميل وكثير حتّى أتيا الدّومات، وجاءت بثينة وصواحبها. فما برحن حتّى برق الصّبح. وكان كثير يقول: ما رأيت مجلساً قط أحسن من ذلك المجلس، ولا فهماً أحسن من فهم أحدهما من صاحبه، ما أدري أيّهما كان أفهم!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.؟؟؟؟؟؟؟؟

قال أبو عثمان الجاحظ: إذا ابتلى الرّجل بمحبّة امرأةٍ لنظرةٍ نظر إليها، ولمحةٍ منها، لم يكن يزوّج مثله مثلها وكانت ممتنعةً، فالحيلة في ذلك أن يرسل إليها امرأةً قد كملت فيها سبع خصالٍ منهنّ: أن تكون كتومة السّرّ؛ وأن تكون خدّاعةً لها معرفةٌ بالمكر؛ وأن تكون فطنةً متيقظةً؛ وأن تكون ذات حرصٍ؛ وأن تكون ذات حظٍّ من مالٍ ولا تحتاج إلى النّاس ولا ينكر النّاس اختلافها ودخولها عليها، بأن تكون إمّا بيّاعة طيبٍ، أو قابلةً، أو صانعةً لآلة العرائس، وتقدّم إليها أرقّ وألطف ما تقدر عليه، ولا تدع شيئاً من الشّكوى واللطف، وتخبرها أنّ نفسه في يدها، وأنّها متمثّلةٌ بين عينيه، وأنّه لا ينسى ذكرها، وأنّه يراها في المنام كلّ ليلةٍ تضربه وتخاصمه، وأنّه إن لم ير منها نظرةً أو خلوةً هلك، وإنّه لم يمنعه من خطبتها إلاّّ خشية الامتناع من أهلها إن كان دونهم في الحسب والجاه والمال وخوف التّمنّع منها

الصفحة 217