كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 1)

66 فَجَعَلْناها نَكالًا: المسخة أو العقوبة، لأن النّكال العقوبة التي ينكّل بها عن الإقدام.
والنّكل: القيد، وأنكلته عن حاجته: دفعته.
وفي الحديث «1» : «مضر صخرة الله التي لا تنكل» ، أي: لا تدفع لرسوخها.
لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها من القرى «2» ، أو من الأمم الآتية والخالية.
67 أَتَتَّخِذُنا هُزُواً: الهزء حدث فلا يصلح مفعولا إلا بتقدير: أصحاب هزو، أو الهزء [المهزوءة] «3» كخلق الله، وضرب بغداد.
والفارض «4» : المسنّة «5» وهي الفريضة وفرض الرّجل: أسنّ.
__________
(1) الحديث في تهذيب اللغة للأزهري: 10/ 246، والفائق: 4/ 24، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 436، والنهاية: 5/ 117. وقد ورد في النهاية لابن الأثير: 4/ 338، ولسان العرب: 5/ 178، وتاج العروس: 14/ 131 (مضر) حديث حذيفة، وذكر خروج عائشة فقال: «تقاتل معها مضر، مضّرها الله في النار» ، أي: جعلها في النار فهذا الحديث صريح في ذم مضر، والحديث الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في مدح هذه القبيلة، وكلاهما ذكرا في تلك المصادر بغير إسناد.
(2) ذكره ابن قتيبة في تفسير الغريب: 52، وأخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 178، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 120، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 96 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 149: «ومعنى: لِما بَيْنَ يَدَيْها يحتمل شيئين من التفسير: يحتمل أن يكون لِما بَيْنَ يَدَيْها لما أسلفت من ذنوبها، ويحتمل أن يكون لِما بَيْنَ يَدَيْها للأمم التي تراها وَما خَلْفَها ما يكون بعدها» .
(3) في الأصل: «المهزوبة» . [.....]
(4) من قوله تعالى: قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ البقرة: 68.
(5) ينظر غريب القرآن لليزيدي: 72، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 52، والصحاح: - 3/ 1097، واللسان: 7/ 203 (فرض) .

الصفحة 104