كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 1)

النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال بعضهم: هو ساحر، وقال آخر: هو شاعر، وآخر: مجنون وكاهن، فكانوا مقتسمين إمّا طرق مكة، أو القول في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقوله: عِضِينَ يدلّ على اقتسام القول، أي: جعلوا القول في القرآن [فرقا] «1» من شعر وكهانة وأساطير كأنّهم عضوه أعضاء كما يعضّى الجزور، والأصل «عضة» منقوصة فكانت «عضوة» ك «عزة» و «عزين» «2» و «برة» و «برين» «3» .
وقال الفراء «4» : «العضة» : السّحر، والجمع «العضون» .
وفي الحديث «5» : «لعن الله العاضهة والمستعضهة» ، أي: السّاحرة والمستسحرة «6» .
ويقال: ينتجب غير عضاهة: ينتحل شعر غيره «7» .
__________
(1) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج» .
(2) عزون: جمع «عزه» ، وهي الجماعة من الناس.
مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 270، والمفردات: 334.
(3) عن معاني القرآن للفراء: (2/ 92، 93) قال: «وواحد البرين برة. ومثل ذلك «الثبين» و «عزين» . ويجوز فيه ما جاز في العضين والسنين، وإنما جاز ذلك في هذا المنقوص الذي كان على ثلاثة أحرف فنقصت لامه، فلما جمعوه بالنون توهموا أنه «فعول» إذ جاءت الواو وهي واو جماع، فوقعت في موقع الناقص، فتوهموا أنها الواو الأصلية وأن الحرف على فعول ... » .
(4) معاني القرآن: 2/ 92.
(5) ذكره مرفوعا الماوردي في تفسيره: 2/ 379، والزمخشري في الكشاف: 2/ 399، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 419، والقرطبي في تفسيره: 10/ 59.
قال الحافظ ابن حجر في الكافي الكشاف: 94: «رواه أبو يعلى، وابن عدي، من حديث ابن عباس، وفي إسناده زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام، وهما ضعيفان، وله شاهد عند عبد الرزاق من رواية عن ابن جريج عن عطاء» . [.....]
(6) تهذيب اللغة: 1/ 130، والنهاية: 3/ 255.
(7) هذا من أقوال العرب كما في تهذيب اللغة للأزهري: 1/ 132، واللسان: 13/ 518 (عضه) .

الصفحة 474