كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 1)

وعمي أبو زمعة، وأصابت الأسود الآكلة «1» ، وتعلقت بالوليد سروة- أي دودة «2» - فخدشته فلم يبرح مريضا حتى مات «3» .
99 وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ: النّصر الموعود «4» ، أو الموت «5»
__________
(1) الآكلة جمع أكلة، ويقال فيها أواكل، والأواكل قروح إذا ظهرت أكلت ما حولها من اللحم وقشرت العظم الذي يليها لحريفية المادة، وربما أبطلت العضو، وقد تدعو الحاجة إلى قطع ما فوقها لسلامة باقي البدن.
ينظر تذكرة أولي الألباب: 2/ 12.
(2) اللسان: 14/ 381 (سرا) .
(3) ورد نحو هذه الرواية في السيرة لابن هشام: (1/ 409، 410) ، وتفسير الطبري:
(14/ 69، 72) ، ودلائل النبوة لأبي نعيم: (1/ 355، 356) ، ودلائل النبوة للبيهقي:
(2/ 316- 318) ، ومجمع الزوائد: (7/ 49، 50) عن الطبراني في «الأوسط» عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: «وفيه محمد بن عبد الملك النيسابوري» ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وبين هذه الروايات اختلاف كثير.
قال الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 220: «واعلم أن المفسرين قد اختلفوا في عدد هؤلاء المستهزئين في أسمائهم وفي كيفية طريق استهزائهم، ولا حاجة إلى شيء منها. والقدر المعلوم أنهم طبقة لهم قوة وشوكة ورئاسة لأن أمثالهم هم الذين يقدرون على إظهار مثل هذه السفاهة مع مثل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في علو قدره وعظيم منصبه، ودل القرآن على أن الله تعالى أبادهم وأزال كيدهم. والله أعلم» اهـ. [.....]
(4) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 381 عن ابن شجرة، وكذا القرطبي في تفسيره: 10/ 64، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 424، وقال: «حكاه الماوردي» ، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: 5/ 471 عن ابن بحر.
(5) أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 74 عن سالم بن عبد الله بن عمر، ومجاهد، وقتادة، والحسن، وابن زيد.
وأورده الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 222 عن سالم تعليقا.
ويدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 2/ 71، كتاب الجنائز، باب «الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على عثمان بن مظعون- رضي الله عنه- وقد مات، فقالت أم العلاء الأنصارية: رحمة الله عليك يا أبا السائب (كنية عثمان بن مظعون) فشهادتي عليك لقد أكرمك الله.
فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «وما يدريك أنّ الله أكرمه؟ فقلت (أم العلاء) : بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال عليه السلام: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي، قالت: فو الله لا أزكي أحدا بعده أبدا» .

الصفحة 476