كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)
4 فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ: أي: من أخرج من النطفة ما هذه صفته فقد أعظم العبرة «1» .
5 دِفْءٌ: ما يستدفأ به من لباس «2» ، سمّي بالمصدر من دفؤ الزمان يدفؤ دفأ فهو دفيء، ودفيء الرجل فهو دفآن.
وفي الحديث «3» : «أنّه أتي بأسير يوعك فقال: أدفوه» فقتلوه «4» ، فوداه «5» أراد عليه السّلام: أدفئوه، فترك الهمز إذ لم يكن في لغته، ولو أراد القتل لقال: دافّوه، داففت الأسير: أجهزت عليه «6» .
7 بِشِقِّ الْأَنْفُسِ: بجهدها «7» .
6 تُرِيحُونَ: باللّيل إلى معاطنها «8» ، وَحِينَ تَسْرَحُونَ: بالنّهار إلى مسارحها «9» .
__________
(1) عن تفسير الماوردي: 2/ 383.
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 429: «والمعنى: أنه مخلوق من نطفة، وهو مع ذلك يخاصم وينكر البعث، أفلا يستدل بأوله على آخره، وأنّ من قدر على إيجاده أولا، يقدر على إعادته ثانيا ... » .
(2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 241، وتفسير الطبري: 14/ 78، ومعاني الزجاج: 3/ 190.
(3) أورده أبو عبيد في غريب الحديث: 4/ 33.
وهو أيضا في الفائق: 1/ 428، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 341، والنهاية:
2/ 123، وقد جاء في هذين الأخيرين «يرعد» بدل «يوعك» .
(4) الإدفاء: القتل في لغة اليمن.
النهاية لابن الأثير: 2/ 123، واللسان: 1/ 76 (دفأ) .
(5) أي: أدى ديته.
(6) الجمهرة لابن دريد: 2/ 1060، وغريب الحديث للخطابي: 2/ 269. [.....]
(7) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 97، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 241، وتفسير الطبري: 14/ 80، والمفردات للراغب: 264.
(8) معاطن الإبل: مباركها ومنازلها.
النهاية: 3/ 258، واللسان: 13/ 286 (عطن) .
(9) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 14/ 80: «يعني تردونها بالعشي من مسارحها إلى مراحها ومنازلها التي تأوي إليها، ولذلك سمي المكان: المراح، لأنها تراح إليها عشيا، فتأوي إليه، يقال منه: أراح فلان ماشيته، فهو يريحها إراحة. وقوله: وَحِينَ تَسْرَحُونَ يقول: وفي وقت إخراجكموها غدوة من مراحها إلى مسارحها، يقال منه: سرح فلان ماشيته يسرحها تسريحا، إذا أخرجها للرعي غدوة، وسرحت الماشية: إذا خرجت للمرعى تسرح سرحا وسروحا، فالسرح بالغداة، والإراحة بالعشي» .
الصفحة 479
976