كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

فقال عمر: عليكم بديوانكم شعر العرب «1» .
48 يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ: يتميل ويتحول «2» ، وتفيّأت في الشّجرة: دخلت في أفيائها، والفيء: الظلّ بعد الزوال لأنه مال «3» .
عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ: في أول النهار وآخره «4» ، إذ بالغداة يتقلص «5» الظلّ من إحدى الجهتين وبالعشيّ ينبسط من الأخرى.
وجمع الشَّمائِلِ للدلالة على أنّ المراد ب «اليمين» الجمع على معنى الجنس، ولأنّ الابتداء من اليمين ثم ينقبض حالا فحالا عن الشمائل «6» .
__________
(1) أورد هذا الأثر الزمخشري في الكشاف: 2/ 411، والفخر الرازي في تفسيره: 20/ 40، والقرطبي في تفسيره: 10/ 110، والبيضاوي في تفسيره: 1/ 557.
وأشار إليه المناوي في الفتح السماوي: 2/ 755، وقال: «لم أقف عليه» .
ونقل محقق الفتح السماوي عن ابن همات الدمشقي في تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي أنه قال: «قال السيوطي: لا يحضرني الآن تخريجه، لكن أخرج ابن جرير (تفسير الطبري: 14/ 113) عن عمر أنه سألهم عن هذه الآية فقالوا: ما نرى إلا أنه عند تنقص ما يردده من الآيات، فقال عمر: ما أرى إلّا أنه على تنتقصون من معاصي الله، فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقي أعرابيا فقال: يا فلان ما فعل ربك؟ قال: قد تخيفته يعني- تنقصته- فرجع إلى عمر فأخبره، فقال: قدر الله ذلك» .
(2) عن تفسير الماوردي: 2/ 392.
(3) هذا قول رؤبة بن العجاج، قال ثعلب في كتابه «الفصيح» : 319: «وأخبرت عن أبي عبيدة قال: قال رؤبة بن العجاج: كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظلّ وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل» .
وانظر تهذيب اللغة: (15/ 577، 578) ، والمحرر الوجيز: 8/ 432، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 41.
(4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 14/ 115 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره:
2/ 393 عن قتادة، والضحاك. وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 71.
(5) في «ج» : يتنقص.
(6) ينظر المحرر الوجيز: 8/ 432، وزاد المسير: 4/ 453، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 43، وتفسير القرطبي: 10/ 112.

الصفحة 483