ومن سورة بني إسرائيل
1 سُبْحانَ: لا ينصرف، لأنّه علم لأحد معنيين: إمّا التبرئة والتنزيه، وإمّا التعجب «1» .
أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا: بمعنى «بعض ليل» على تقليل وقت الإسراء «2» .
والإسراء في رواية أبي هريرة «3» وحذيفة بن اليمان «4» كان بنفسه في الانتباه. وفي رواية عائشة ومعاوية بروحه حال النّوم «5» .
__________
(1) ينظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 413، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 427، وتفسير الماوردي: 2/ 420، ونور المسرى في تفسير آية المسرى: (47، 48) .
(2) قال العكبري في التبيان: 2/ 811: «وتنكيره يدل على قصر الوقت الذي كان الإسراء والرجوع فيه» .
وانظر الكشاف: 2/ 436، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 147، وتفسير القرطبي: 10/ 204.
(3) في صحيح البخاري: (4/ 140، 141) ، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها.
وصحيح مسلم: 1/ 154، كتاب الإيمان، باب «الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات» .
وانظر تفسير الطبري: (15/ 6، 7) ، ودلائل النبوة للبيهقي: 2/ 358، والدر المنثور:
(5/ 198، 199) .
(4) ينظر مسند أحمد: 5/ 387، وسنن الترمذي: 5/ 307، كتاب تفسير القرآن «سورة الإسراء» حديث رقم (3147) ، قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
ومستدرك الحاكم: 2/ 359، كتاب التفسير، وقال: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
ودلائل النبوة للبيهقي: 2/ 364، والدر المنثور: 5/ 216.
(5) نقل ابن إسحاق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه» .
وأخرج عن معاوية رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«كانت رؤيا من الله تعالى صادقة» . قال ابن إسحاق: «فلم ينكر ذلك من قولهما ... »
السيرة: (1/ 399، 400) .
وعلق الحافظ ابن كثير على نقل ابن إسحاق بقوله: «وقد توقف ابن إسحاق في ذلك، وجوز كلّا من الأمرين من حيث الجملة، ولكن الذي لا يشك فيه ولا يتمارى أنه كان يقظانا لا محالة لما تقدم، وليس مقتضى كلام عائشة رضي الله عنها- أن جسده صلى الله عليه وسلم ما فقد وإنما كان الإسراء بروحه أن يكون مناما كما فهمه ابن إسحاق، بل قد يكون وقع الإسراء بروحه حقيقة وهو يقظان لا نائم وركب البراق وجاء بيت المقدس وصعد السماوات وعاين ما عاين حقيقة ويقظة لا مناما. لعل هذا مراد عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ومراد من تابعها على ذلك، لا ما فهمه ابن إسحاق من أنهم أرادوا بذلك المنام، والله أعلم» اه.
ينظر البداية والنهاية: (3/ 112، 113) .