كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

والرؤيا: ما رآه النبي- عليه السلام- من نزوهم «1» على منبره.
62 أَرَأَيْتَكَ: معناه أخبر، والكاف للخطاب ولا موضع لها، لأنّها للتوكيد، والجواب محذوف، وهذَا منصوب ب «أرأيت» ، أي: أخبرني عن هذا الذي كرّمته عليّ لم كرّمته «2» ؟.
لَأَحْتَنِكَنَّ/ ذُرِّيَّتَهُ: لأستولينّ عليهم وأستأصلنّهم كما يحتنك [55/ ب] الجراد الزّرع «3» .
64 وَاسْتَفْزِزْ: استخفّ «4» ، أو استزل بصوتك بدعائك إلى المعاصي «5» .
وقيل «6» : إنه الغناء بالأوتار والمزامير.
__________
(1) أي: وثوبهم عليه.
النهاية لابن الأثير: 5/ 44، واللسان: 15/ 319 (نزا) .
(2) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 349.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 432، والبحر المحيط: 6/ 57.
(3) معاني القرآن للفراء: 2/ 127، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 384، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 258، وتفسير الطبري: 15/ 117، والمفردات للراغب: 134.
(4) معاني القرآن للفراء: 2/ 127، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 384، وتفسير غريب القرآن: 258، وتفسير الطبري: 15/ 118، والمحرر الوجيز: 9/ 135.
(5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 118 عن ابن عباس، وقتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 312، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(6) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 118 عن مجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 312 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رحمه الله تعالى.
وعقّب الطبري على هذه الأقوال بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: إن الله تبارك وتعالى- قال لإبليس: واستفزز من ذرية آدم من استطعت أن تستفزه بصوتك، ولم يخصص من ذلك صوتا دون صوت، فكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله تبارك وتعالى اسمه- له:
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ اه.

الصفحة 503