كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

على شرف منزلتك. أو «الضعف» هو العذاب «1» ، لتضاعف الألم كما هو عذاب لاستمراره في الأوقات، كالعذاب الذي يستمر في الحلق، ولما نزلت هذه الآية قال عليه السّلام «2» : «اللهم لا تكلني [إلى نفسي] «3» طرفة عين» .
76 وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ، حين قالت اليهود: إن أرض الشّام أرض الأنبياء وفيها الحشر والنشر «4» .
والاستفزاز: الاستخفاف بالإزعاج «5» .
78 لِدُلُوكِ الشَّمْسِ: لزوالها «6» . والآية جمعت الصلوات الخمس، لأنّه بدأ «7» من/ الزوال إلى «الغسق» وإلى قُرْآنَ الْفَجْرِ وهو صلاته، [56/ أ]
__________
(1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 448، وانظر تفسير البيضاوي: 1/ 593.
(2) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 131 عن قتادة ورفعه، واللفظ عنده: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين» .
وذكر مثله الماوردي في تفسيره: 2/ 448، وابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 154، والزمخشري في الكشاف: 2/ 461.
وقال الحافظ في الكافي الشاف: 101: «لم أجده، وذكره الثعلبي عن قتادة مرسلا» .
(3) في الأصل: «على طرفة عين» ، والمثبت في النص عن الهامش و «ج» ، الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى.
(4) أخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 15/ 132، عن حضرمي.
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 5/ 254، عن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه وذكر الحافظ ابن كثير هذا القول في تفسيره: 5/ 97، وقال: «وهذا القول ضعيف لأن هذه الآية مكية، وسكنى المدينة بعد ذلك» ، ثم أورد رواية البيهقي، وقال: «وفي هذا الإسناد نظر، والأظهر أن هذا ليس بصحيح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغز تبوك عن قول اليهود، إنما غزاها امتثالا لقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وقوله تعالى:
قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ، وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه، والله أعلم ... » اه.
(5) معاني القرآن للفراء: 2/ 129، وتفسير الطبري: 15/ 132، والمفردات للراغب: 379.
(6) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 129، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 387، وتفسير الطبري:
(15/ 135، 136) ، ومعاني الزجاج: 3/ 255.
(7) في «ج» : مدّ.

الصفحة 507