كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

جزء منه حياة «1» .
86 وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ: أي: لمحوناه من القلوب والكتب «2» .
ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ: من تتوكّل عليه في ردّ شيء منه «3» .
87 إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ: أي: لكن رحم الله فأثبته في قلبك وقلوب المؤمنين «4» .
و «ينبوع» «5» يفعول من «ينبع بالماء» «6» ، أي: يفور.
92 كِسَفاً: قطعا «7» ، كسفت الثوب أكسفه وذلك المقطوع كسف.
__________
(1) في تفسير الماوردي: 2/ 455- عن بعض المتكلمين-: «أنه لو أجابهم عنها ووصفها بأنها جسم رقيق تقوم معه الحياة، لخرج من شكل كلام النبوة، وحصل في شكل كلام الفلاسفة، فقال: مِنْ أَمْرِ رَبِّي، أي: هو القادر عليه» اه.
وأورد القرطبي في تفسيره: 10/ 324 الأقوال التي قيلت في «الروح» ، ثم عقب عليها بقوله: «والصحيح الإبهام لقوله: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي دليل على خلق الروح، أي:
هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى، مبهما له وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها. وإن كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان يعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى. وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز» اه.
(2) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (15/ 157، 158) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 258، وتفسير الماوردي: 2/ 455، وزاد المسير:
5/ 83.
(3) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 259، وانظر تفسير الماوردي: 2/ 455، وتفسير البغوي:
3/ 135.
(4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 259.
(5) في قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً [آية: 90] .
(6) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 390، ومعاني الزجاج: 3/ 259، وتفسير القرطبي:
10/ 330.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 193: «والينبوع» : الماء النابع، وهي صفة مبالغة إنما تقع للماء الكثير» . [.....]
(7) معاني القرآن للفراء: 2/ 131، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 390، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 261، والمفردات للراغب: 431.

الصفحة 510