كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

القليل الذي استثنى الله، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، ولم يكن الكلب من شأنهم، ولكنهم مرّوا براعي غنم فقال لهم: أين تذهبون؟ فقالوا: إلى ربنا.
فقال الراعي: ما أنا بأغنى عن ربّي منكم فتبعه الكلب.
24 وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ: أمرا ثم تذكرته، فإن لم تذكره فقل: عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً.
وقيل: أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن [فاستثن] «1» .
25 وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً: لتفاوت ما بين السنين المذكورة، شمسيها ثلاث مائة وخمسة وستّون يوما وكسرا، وقمريّها ثلاث مائة وأربعة وخمسون/ يوما وكسرا.
وتنوين ثَلاثَ مِائَةٍ «2» على أن يكون سِنِينَ بدلا «3» ، أو عطف بيان «4» ، أو تمييزا «5» لأنّ ثَلاثَ مِائَةٍ يتناول الشهور والأيام والأعوام.
__________
(1) في الأصل: «واستثن» ، والمثبت في النص عن «ك» ، وهو الصواب لأنه في جواب الشرط الواقع طلبا فيقترن بالفاء ويبدو أن مصدر المؤلف- رحمه الله- في هذا القول هو معاني القرآن للزجاج: 3/ 278، فقد جاء فيه: «أي: أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن، فاستثن، وقل: إن شاء الله» اه.
وانظر تفسير الطبري: 15/ 229، وتفسير البغوي: 3/ 157.
(2) قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم، وابن عامر.
السبعة لابن مجاهد: 389، وحجة القراءات: 414، والتبصرة لمكي: 248.
(3) يكون في موضع خفض بدلا من «مائة» ، لأن «المائة» في معنى «سنين» ، ويجوز أن يكون منصوبا على البدل من «ثلاث» .
إعراب القرآن للنحاس: 2/ 453، والبيان لابن الأنباري: 2/ 106، والتبيان للعكبري:
2/ 844.
(4) فيكون في موضع نصب عطف بيان على «ثلاث» .
مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 440، والبيان لابن الأنباري: 2/ 106.
(5) ينظر تفسير الطبري: 15/ 232، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 453، والكشف لمكي:
2/ 58، والمحرر الوجيز: 9/ 284، وتفسير القرطبي: 10/ 387.

الصفحة 517