كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

نعم على من جاء بعد لما فيها من المزاجر.
57 أَزِفَتِ الْآزِفَةُ: اقتربت القيامة، لَيْسَ لَها من يكشف عن علمها ويجلّيها. أو من يكشفها ويدفع شدائدها. والهاء من قبل إن كاشفة مصدر ك «عاقبة» و «عافية» «1» .
59 أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ: أي القرآن.
روى مجاهد أنّ النّبيّ- عليه السّلام- لم ير ضاحكا ولا مبتسما بعد نزول هذه الآية «2» .
61 سامِدُونَ: جائرون «3» . وقيل «4» : لاهون. وقال مجاهد: غضاب مبرطمون.
__________
(1) معاني القرآن للفراء: 3/ 103، وتفسير القرطبي: 17/ 122، والبحر المحيط: 8/ 170.
(2) لم أقف على هذا الأثر من طريق مجاهد رحمه الله تعالى، وأخرجه وكيع بن الجراح في الزهد: 1/ 266 حديث رقم (36) عن صالح بن أبي مريم، وكذا ابن أبي شيبة في المصنف: 13/ 224 رقم (16203) كتاب الزهد، باب «ما ذكر عن نبينا صلى الله عليه وسلم في الزهد.
وأخرجه- أيضا- هناد بن السري في الزهد: 1/ 562 رقم (482) وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: 161 وذكر أن الإمام أحمد أخرجه في الزهد، وكذا الثعلبي، كلاهما عن صالح بن أبي مريم.
وقال الحافظ: رواه ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بإسناد ضعيف.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 666، وعزا إخراجه إلى ابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد، وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن صالح.
ومعنى هذا الأثر ضعيف لأن هذه الآية مكية، وقد ورد في الصحيح ما يدل على خلاف هذا القول. وورد أنه صلى الله عليه وسلم تبسم وضحك حتى بدت نواجذه.
ينظر: صحيح البخاري (7/ 92- 94) كتاب الأدب، باب التبسم والضحك، وصحيح مسلم:
2/ 616، كتاب صلاة الاستسقاء، باب «التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر» .
(3) كذا في «ك» ، ولم أقف على هذا القول، وذكر الماوردي في تفسيره: 4/ 133 تسعة أقوال في هذه اللفظة، منها «خامدون» عن المبرد.
وانظر تفسير القرطبي: 17/ 123، والبحر المحيط: 8/ 170.
(4) هذا قول جمهور العلماء كما في معاني القرآن للفراء: 3/ 103، ومجاز القرآن: 2/ 239، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 430، وتفسير الطبري: 27/ 82، ومعاني الزجاج: 5/ 78.

الصفحة 776