كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

فسئل عن البرطمة، فقال: الإعراض «1» .

سورة [القمر] «2»
1 وَانْشَقَّ الْقَمَرُ: قال الحسن «3» : أي ينشق، فجاء/ المستقبل على [93/ أ] صيغة الماضي لوجوب وقوعه. أو لتقارب وقته. أو لأنّ المعنى مفهوم أنّه في المستقبل.
وقيل: إنه على الاستعارة والمثل لوضوح الأمر كما يقال في المثل:
اللّيل طويل وأنت مقمر.
والمنقول المقبول «4» أنه على الحقيقة، انشق القمر نصفين حين سأله حمزة «5» بن عبد المطلب فرآه جلة الصّحابة.....
__________
(1) نص هذه الرواية عن مجاهد في تفسير البغوي: 4/ 257.
وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 27/ 83 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 667، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا.
(2) في الأصل «الساعة» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» .
(3) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 135، والقرطبي في تفسيره: 17/ 126.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 88 دون عزو، وعقّب عليه بقوله: «وهذا القول الشاذ لا يقاوم الإجماع، ولأن قوله: وَانْشَقَّ لفظ ماض. وحمل لفظ الماضي على المستقبل يفتقر إلى قرينة تنقله ودليل، وليس ذلك موجودا.
وفي قوله: وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا دليل على أنه قد كان ذلك» . اه-.
وانظر رد أبي حيان في البحر المحيط: 8/ 173 لقول الحسن.
(4) ورد في ذلك أخبار صحيحة كثيرة.
ينظر ذلك في صحيح البخاري: (6/ 52، 53) ، كتاب التفسير، تفسير سورة اقتربت الساعة.
وصحيح مسلم: 4/ 2158 كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب «انشقاق القمر» .
وأسباب النزول للواحدي: 462، وتفسير ابن كثير: (7/ 447- 450) .
(5) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 135، والقرطبي في تفسيره: 17/ 126.
والذي ورد في الصحيح أن أهل مكة هم الذين سألوا وطلبوا أن يريهم آية، فكانت هذه المعجزة العظيمة.

الصفحة 777