كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 1)

وقيل لمالك: كيف استوى؟ فقال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول «1» .
ولا يصح معنى فَسَوَّاهُنَّ عند الحمل على الانتصاب، ولا يناقض الآية قوله «2» : وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها، لأنّ الدّحو: البسط «3» فإنّما دحاها بعد أن خلقها وبنى عليها السماء «4» .
__________
(1) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: (2/ 150، 151) ، وتتمة كلام الإمام مالك:
والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا. فأمر به أن يخرج. قال البيهقي: «وروى ذلك أيضا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أستاذ مالك بن أنس رضي الله عنهما» . وانظر شرح العقيدة الطحاوية: 76، والدر المنثور: 3/ 474.
(2) سورة النازعات: آية: 30.
(3) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 513، وتأويل مشكل القرآن: 68، وتفسير المشكل لمكي: 374، وتفسير القرطبي: 19/ 204.
(4) هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله نسب إلى مجاهد كما في زاد المسير: 1/ 58، وأورده ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 67 آية النازعات وقال: فدلت هذه الآيات على أنه خلق السماء قبل الأرض. وليس في كتاب الله تحريف الجاهلين، وغلط المتأولين. وإنما كان يجد الطاعن متعلّقا لو قال: والأرض بعد ذلك خلقها أو ابتدأها أو أنشأها، وإنما قال:
دَحاها فابتدأ الخلق للأرض على ما في الآي الأول في يومين، ثم خلق السماوات وكانت دخانا في يومين، ثم دحا بعد ذلك الأرض، أي بسطها ومدها.

الصفحة 79