كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

23 لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ أي: أعلمناكم بذلك لتتسلّوا عن الدنيا إذا علمتم/ أن ما ينالكم في كتاب قد سبق لا سبيل إلى تغييره. [97/ أ] قال ابن مسعود «1» : «لجمرة على لساني تحرقه جزءا جزءا أحبّ إليّ من أن أقول لشيء كتبه الله: ليته لم يكن» .
27 وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها: رفض النساء، واتخاذ الصوامع «2» . وقيل «3» :
الانقطاع عن النّاس.
ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ أي: ما كتبنا عليهم غير ابتغاء رضوان الله، فيكون بدلا من «ها» «4» الذي يشتمل عليه المعنى.
28 كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ: نصيبين «5» لإيمانهم بالرسل الأولين، ثم لإيمانهم بخاتم النّبيّين.
29 لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ: لئلا يظن، كما جاء الظن في مواضع بمعنى العلم «6» .
__________
(1) لم أقف على هذا القول، وذكره المؤلف- رحمه الله- في كتابه وضح البرهان:
2/ 385. وانظر نحوه في المعجم الكبير للطبراني: 9/ 273.
(2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 195 عن قتادة، وكذا في تفسير القرطبي:
17/ 263.
(3) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 195 دون عزو.
(4) في قوله تعالى: كَتَبْناها، ينظر إعراب هذه الآية في معاني الزجاج: 5/ 130، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 368، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 720.
(5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 254، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 455، ومعاني الزجاج: 5/ 131.
قال الزجاج: «وإنما اشتقاقه من اللغة من «الكفل» ، وهو كساء يجعله الراكب تحته إذا ارتدف لئلا يسقط، فتأويله: يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي» .
(6) مثّل الدامغاني له في كتابه الوجوه والنظائر: 311 بقوله تعالى: وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ.

الصفحة 805