كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

سورة المجادلة
1 قَدْ سَمِعَ اللَّهُ في خولة بنت ثعلبة بن خويلد. قال لها زوجها أوس بن الصّامت: أنت عليّ كظهر أمي «1» .
3 لِما قالُوا: لنقض ما قالوا «2» ، أو هو العود بالعزم على الوطء «3» .
قال عبد الله «4» بن الحسين أي: يعودون إلى المقول [فيهن] «5» ، أي:
إلى نسائهم، كأنّ التقدير: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة لما قالوا، ثم يعودون إلى نسائهم فيكون «ما قالوا» بمعنى المصدر، والمصدر، بمعنى المفعول، كقولهم: ضرب الأمير ونسج بغداد.
__________
(1) ورد التصريح بذكر أوس بن الصّامت وخولة بنت ثعلبة في رواية الإمام أحمد في مسنده:
(6/ 410، 411) ، وأبي داود في سننه: 2/ 663، كتاب الطلاق، باب «في الظهار» حديث رقم 2214.
والحاكم في المستدرك: 2/ 481، والواحدي في أسباب النزول: 472 وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 62: «هذا هو الصحيح في سبب نزول صدر هذه السورة ... » .
وانظر الروايات التي صرحت بذكر أوس بن الصامت وخولة بنت ثعلبة رضي الله عنهما في الدر المنثور: (8/ 70، 71) .
(2) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 139، وقال: «وهو كما تقول: حلف أن يضربك فيكون معناه:
حلف لا يضربك وحلف ليضربنك» .
وانظر تفسير الطبري: 28/ 8، وزاد المسير: 8/ 183.
(3) هذا قول الحنفية كما في فتح القدير لابن الهمام: 4/ 85، ومجمع الأنهر: 1/ 448 ونسب إلى الإمام مالك في الخرشي على مختصر خليل: 4/ 110، وتفسير القرطبي: 17/ 280.
(4) لعله عبد الله بن الحسين الناصحي الخراساني، أبو محمد، قاضي القضاة، الإمام الفقيه الحنفي، المتوفي سنة 447 هـ-.
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 17/ 660: وطال عمره، وعظم قدره، وكان قاضي السلطان محمود بن سبكتكين. اه-.
له كتاب أدب القاضي، والجمع بين وقفي هلال والخصاف، جمع فيه بين كتاب الوقف لهلال بن يحيى وكتاب أحمد بن عمرو الخصاف.
وانظر ترجمته في تاريخ بغداد: 9/ 443، والجواهر المضيئة: 2/ 305.
(5) عن نسخة «ج» .

الصفحة 806