كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن (اسم الجزء: 2)

وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا أي: من المهور ووجب بالشّرط «1» ، ثم نسخ.
11 فَعاقَبْتُمْ: غزوتم بعقب ما يغزونكم فغنمتم «2» ، له معنيان وفيه لغتان «3» : عاقب وعقّب وأحد المعنيين من المعاقبة المناوبة، والثاني من الإصابة في العاقبة سبيا واغتناما «4» .
12 يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ ما تلقطه المرأة بيدها من لقيط فتلحقه بالزوج «5» .
وَأَرْجُلِهِنَّ ما تلحقه به من الزنا «6» .
__________
(1) أي بشرط إرجاع من يفد من الكفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد شروط صلح الحديبية.
قال الماوردي في تفسيره: 4/ 224: «فنسخ الله ردهن من العقد ومنع منه، وأبقاه من الرجال على ما كان، وهذا يدل على أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد برأيه في الأحكام، ولكن لا يقره الله تعالى على خطأ.
وقالت طائفة من أهل العلم: لم يشترط ردهن في العقد لفظا، وإنما أطلق العقد في رد من أسلم، فكان ظاهر العموم اشتماله عليهن مع الرجال، فبين الله خروجهن عن العموم، وفرّق بينهن وبين الرجال لأمرين:
أحدهما: أنهن ذوات فروج يحرمن عليهم.
الثاني: أنهن أرأف قلوبا وأسرع تقلبا منهم» اه-.
(2) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 160، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 462.
(3) وهما قراءتان، فَعاقَبْتُمْ وعليها القراء السبعة، و «عقبتم» بتشديد القاف بغير ألف وتنسب هذه القراءة إلى علقمة، والنخعي، والأعرج، والحسن، ومجاهد، وعكرمة.
ينظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 416، وتفسير القرطبي: 18/ 69، والبحر المحيط:
8/ 257.
(4) ينظر ما سبق في تفسير الطبري: (28/ 75، 76) ، ومعاني الزجاج: 5/ 160، وتفسير الماوردي: 4/ 227، والمفردات للراغب: 340، واللسان: (1/ 619 (عقب) .
(5) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 28/ 77 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 141، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس.
(6) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 228. [.....]

الصفحة 815