كتاب المقتبس من أنباء الأندلس
وفيها هلك ينقه بن ينقه أخو موسى بن موسى لأمه وظهيره على أمره، وكان قد أصابه فالج عطله إلى أن مضى لسبيله، فولى مكانه ابنه غرسيه، واستملكت له إمارة بنبلونة.
وفيها في أيام ولاية عبيد الله بن يحيى للثغر قام بناحيته رجل من المعلمين، فادعى النبوة، وألحد في القرآن، فأحاله عن وجوهه، وأوله على غير تأويله، وقام معه خلق كثير. وكان ينهى عن قص الشارب والأظفار، ويقول لا تغيير لخلق الله، فأرسل عبيد الله من جاء به، فلما دخل عليه وكاشفه كان أول ما ابتدأه به أن دعاه إلى إتباعه، فاستشار فيه عبيد الله أهل العلم عنده، فأشاروا باستتابته ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل، ففعل به ذلك، فلم يتب، فأسلمه للقتل صلباً، فجعل يقول: " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله "؟ فأمضى عبيد الله قتله بالفتوى، وكتب إلى الأمير بأمره، فأحمد فعله.
وفيها ابتدئ بعذاب عباس الطلبي وأخيه، ووليد بن أبي لحمة في استخراج الأموال التي غلوها بدفاع نصر الخصي عنهم، إذا كانوا صنائعه وبطانته، فلجوا بالمال، وشد عليهم العقاب.
وفيها أيضاً قبض على مسرة الخصي الفتى الكبير وعباس أخيه، فسجنا، وذلك في صفر منها، وصير مكان مسرة قاسم الخصي الصقلبي، وذكر أنه وجد لمسرة ثمانية آلاف دينار دراهم.
وفيها عزل الأمير عبد الرحمن محمد بن زياد عن القضاء بقرطبة وولى مكانه سعيد ابن سليمان بن حبيب الغافقي مجموعاً له إلى الصلاة، وذلك في ربيع الآخر منها، فكان آخر قضاة الأمير عبد الرحمن.
الصفحة 157
354