كتاب المقتبس من أنباء الأندلس
وقال ابن عبد البر: مسرور بن محمد هذا من موالي الأمير عبد الرحمن بن معاوية الداخل، يكنى أبا نجيح، استقضاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم بعد حامد بن يحيى الذي كان آخر قضاة والده الحكم وأول قضاته، وهو وذلك سنة سبع ومائتين، فلم تطل ولايته، وتوفي سنة ثمان ومائتين في آخرها..
وقال القاضي أسلم بن عبد العزيز: سمعت أبي يذكر أنه تسمى جماعة من موالي الخلفاء بأسماء العرب، فأنكر ذلك عليهم الأمير بفضل أنفته، وأكد فيه نهيه، وكان له مولى من عتاقة أبيه يسمى بمحمد، وولد له ولد سماه مسروراً، سمى به علي حد الأمير، فحسنت نشأته، واستقامت طريقته، وتفقه وتعبد، وشهر فضله إلى أن ولاه الأمير عبد الرحمن القضاء بقرطبة، فاستقل بالعمل، وأحسن وسلك الطريقة، فاغتبط به الناس، إلا أنه عوجل، فتوفي من عامه الذي فيه استقضاه.
سعيد بن سليمان قال ابن عبد البر: هو سعيد بن سليمان، يكنى أبا عثمان، أصله من فحص البلوط، وكان عم سليمان بن أسود القاضي فيما بلغنى.
ذكر محمد بن مسرور عن أبيه قال: سمعت سليمان بن أسود القاضي يقول: كان سعيد بن سليمان يخطب بخطبة واحدة لصلاة الجمعة طول مدته لم يبدلها. ولقد برز الناس للاستسقاء في بعض أيامه، فلما ابتدأ خنقته العبرة، وأشكلت عليه الخطبة، فاختصرها، وكثر من الاستغفار، والضراعة، ثم صلى، وانصرف، فسقى الناس ليومهم.
الصفحة 187
354