كتاب المقتبس من أنباء الأندلس

وقال ابن عبد البر: محمد بن زياد بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الله، وهو والد الحبيب ابن زياد القاضي. كان رجلاً عاقلاً راوية عن يحيى، ولكنه لم يكن حافظاً، وأبقاه الأمير محمد على القضاء حتى توفي ابن زياد.
قال محمد بن وضاح: وكان محمد بن زياد أحد العقلاء الحلماء الأدباء. لقد أتيت يوماً معه ومع رجل من قريش إلى عيادة مريض من إخوانه، فاستأذن عليه، وسألت بنا خادمه، فقال لها قولي لمولاك: هذا فلان القرشي والفقيه ابن وضاح ومحمد بن زياد بالباب. أخر نفسه وقدمنا، وكنى عنا وتسمى هو، فاستحسنا أدبه واستبرعناه.
وقال محمد بن حارث: لم ينقم من محمد بن زياد في ولايته شيء فيما ذكره رواة الأخبار غير دالة كانت تظهر من زوجته تكفات تبين أثرها عليه على ما يفعله بعض الزوجات الحظيات ببعولهن، فمن قبلها وجد السبيل إلى عيبه.
وقال ابن عبد البر: لم يزل محمد بن زياد على القضاء والصلاة معاً بقرطبة إلى أن هلك الأمير عبد الرحمن ابن الحكم، وقد استكمل بعدد قضائه عليها عشرة قضاة، وهم: مسرور بن محمد مولاه؛ سعيد بن سليمان؛ يحيى بن معمر الألهاني؛ الأسوار بن عقبة، إبراهيم بن العباس المرواني؛ محمد بن سعيد؛ يخامر بن عثمان؛ علي بن أبي بكر، معاذ بن عثمان؛ محمد بن زياد رحمة الله عليهم أجمعين.

الصفحة 210