كتاب المقتبس من أنباء الأندلس

فسلاه على ما أصابه، وأخلف عليه بكل جارية هلكت ثنتين، فأرسل إليه ثمني وعشرين جارية بما لهن من نشب وكسوة، ودفع إليه مالاً واسعاً يعيد له بناءه، ويطرد به شعثه، فاعتدلت حال سعيد، وجبر كسره، واتصلت ألفته بالأمير عبد الرحمن وبابنه الأمير محمد بعده.
وطالت حياته إلى أن توفي في أيام الأمير محمد صدر ربيع الآخر سنة أربعين ومائتين فأرسل الأمير محمد بكفنه وحنوطه وطيبه من عنده، وعهد إلى بنيه وإخوته وأهل بيته ووزرائه وأهل خدمته بشهوده والمشي بين يدي نعشه.

ذكر المجاعة
وقال ابن هشام الشبينسي:
نالت أهل الأندلس مجاعة شديدة صدر أيام الأمير عبد الرحمن سنة سبع ومائتين وكان سببها انتشار الجراد بالأرض ولحسه الغلات وتردده بالجهات، فنالت الناس مجاعة عظيمة، كفى حدها الأمير بإطعام الضعفاء والمساكين من أهل قرطبة، فيهم باسم أيوب العابد المستجاب، بعد أن تصفح وجوه الناس حوله، فلم تقع عينه عليه، فنادى باسمه مستحلفاً له بالله أن يبرز إليه، فلما أكثر من الإرجاف به برز ودنا منه، فاجتهد يحيى في الدعاء، وأيوب يؤمن وينادي ربه فسقى الناس ليومهم. وغاب أيوب فلم يظهر.
ومضى ذكر هذا الخبر على اختلاف الرواة في تاريخ عامه واسم الإمام المستسقى

الصفحة 225