كتاب المقتبس من أنباء الأندلس
وقرأت بخط عبادة الشاعر قال: كان الشريف دحون بن الوليد، واسمه حبيب بن الوليد بن حبيب الداخل إلى الأندلس بن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، ودحون لقب له غلب عليه، ويكنى أبا سليمان. وكان من سراة بني مروان بالأندلس وعلمائهم وأدبائهم، وولد أيام الأمير الداخل في حياة جده حبيب بن عبد الملك الداخل أيضاً، وجده الذي رباه وأدبه، إذ توفي أبوه الوليد في حياة أبيه، فكفله بعده جده حبيب الذي هو والد جماعة هذا البطن الحبيبي من بني أمية بالأندلس، فنشأ حبيب دحون هذا فيهم فقيهاً فاضلاً عالماً أديباً شاعراً محسناً.
وكانت له رحلة إلى المشرق في أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم، حج فيها ولقي عليه أهل الحديث، فكتب عنهم، وقدم إلى الأندلس بعلم كثير، فذهب إلى نشره، فكان يتحلق في المسجد الجامع بقرطبة، وهو يلبس الوشي الهشامي وما شاكله، فتكاثر الناس عليه، فكره ذلك الأمير عبد الرحمن، وأوصى إليه بترك التحلق، وقال له: إنك جد كسر من قريش ومنا بحيث تعلمه، ولا يصلح هذا الأمر بك فدعه! فترك ذلك.
قال: وجرت لدحون في سفرته مع وإلى بني العباس بدمشق - بيت سلفه - قصة طريفة
الصفحة 226
354