كتاب سر الفصاحة
لو كان في عاجل من آجل بدل ... لكان وعده من رفده بدل
وقيل: ولم لا يكون في العاجل من الآجل بدل. والناس كلهم على اختيار العاجل وإيثاره.
وعيب عليه أيضاً قوله:
يقظ وهو أكثر الناس إغضاء ... على نائل له مسروق
وقيل: هذا هجوا لأنه جعل نائله يؤخذ منه وجه السرقة.
وعيب على الفرزدق قوله:
ومن يأمن الحجاج والطير تتقى ... عقوبته إلا ضعيف العزائم
وقال له الحجاج: الطير تتقى الثوب وتتقى الصبي.
وأمثال هذا أكثر من أن تحصى مما وقع فيه فساد الأغراض والصفات.
وقد كان أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب يذهب إلى أن المدح بالحسن والجمال والذم بالقبح والدمامة ليس بمدح على الحقيقة ولا ذم على الصحة ويخطئ كل من يمدح بهذا ويذم بذاك ويستدل بانكار عبد الملك بن مروان على عبد الله بن قيس الرقيات قوله فيه:
يأتلفق التاج فوقه مفرقه ... على جبين كأنه الذهب
وقوله له: تقول في هذا وتقول لمصعب:
إنما مصعب شهاب من الله ... تجلت عن وجهه الظلماء
وقد أنكر هذا المذهب على أبي الفرج أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي. وقال إنه خالف فيه مذاهب الأمم كلها عربيها وأعجميتها
الصفحة 265
315