كتاب رسالة التوحيد المسمى بـ تقوية الإيمان

مجذوم فوضعها معه في القصعة، فقال: " كل ثقة بالله وتوكلا عليه» .

كل كلمة تدل على الجهل بالله وإساءة الأدب معه لا يحل السكوت عليها:
أخرج أبو داود عن جبير بن مطعم قال: «أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أعرابي فقال: جهدت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال، فاستسق اللَّه لنا، فإنا نستشفع بك على اللَّه، ونستشفع بالله عليك، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: " سبحان اللَّه سبحان اللَّه " فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: " ويحك، إنه لا يستشفع بالله على أحد، شأن اللَّه أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما اللَّه، إن عرشه على سماواته هكذا، وقال بأصابعه مثل القبة عليه، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب» .
وقد علمنا من هذا الحديث شدة استنكار النبي صلى اللَّه عليه وسلم للأعرابي الذي قال: إنا نستشفع بك على اللَّه، ونستشفع بالله عليك، وكيف فزع لذلك، واستشعر الخشية وهيبة اللَّه، وجعل يسبح اللَّه، ويكثر من التسبيح والتنزيه، وتغيرت وجوه الناس من الهيبة والدهشة، وأوضح أن من يستشفع به على أحد يكون عادة أحط شأنا من الذي يشفع عنده، وتعالى اللَّه عن ذلك علوا كبيرا، فلا يستشفع به عند أحد، وقد جرت

الصفحة 159