كتاب رسالة التوحيد المسمى بـ تقوية الإيمان

جاهل لا يفقه شيئا بلغ بفهمه مبلغ العلماء الراسخين، ورب ضال تائه استنار بنوره، واهتدى بهديه، وبلغ ذروة الصلاح والإخلاص.

أحوج الناس إلى الطبيب، المرضى:
إن مثل ذلك كمثل طبيب حاذق، كثر حوله المرضى، وانتشرت في أرضه الأمراض والأوباء، فأشير على مريض اشتدت به العلة، وأضناه المرض، بالاستعانة بهذا الطبيب وغشيانه، ولكنه تعلل بقوله: " أنا مريض، لج بي المرض، وإنما يأتيه وينتفع به من سلم من الأمراض، واعتدلت صحته، وقويت بنيته " فماذا يقول الناس عن عقل هذا الرجل وفطنته؟ ألا يرون أنه ينكر براعة الطبيب وحذقه، فإن الأطباء لا يعنون إلا بالمرضى، والطبيب الذي لا يداوي إلا الأصحاء، ولا ينتفع بدوائه إلا الأقوياء، أما المرضى فهم أشقى الناس بطبه وحذقه، فلا خير في هذا الطبيب، إنه اسم بلا مسمى، ولفظ بلا معنى.
كذلك كل من أمعن في الجهالة كانت حاجة أشد إلى تفهم كلام اللَّه ورسوله، وكان حريا بأن يكون أحرص عليه من غيره، ومن كثرت ذنوبه وخطاياه، واشتد ظلمه لنفسه، كان أجدر بالإقبال على كتاب اللَّه، وهدي رسوله، حتى يصلح حياته، وينقذ نفسه، كذلك يجب على كل طبقة من طبقات الناس، الخاصة منها والعامة، أن تتفحص كلام اللَّه ورسوله، وتتفهمه، وتسلكه في حياتها، وتزن إيمانها وعقيدتها في ميزانه، وتحكه على محكه.
للإيمان جزءان:
وليعلم أن للإيمان جزأين،

الصفحة 48