كتاب مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة

كره الكافرون، ولينذر من كان حيّا ويحقّ القول على الكافرين، يهدي الله من أقبل إليه، وضرب بالحق من أدبر عنه وتولّى. ألا إني أوصيكم بتقوى الله وأدعوكم إلى ما جاء به نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد علمتم أنه من لم يؤمن بالله فهو ضال، ومن لم يؤمنه الله فهو خائف، ومن لم يحفظه الله فهو ضائع، ومن لم يصدقه فهو كاذب، ومن لم يسعده فهو شقي، ومن لم يرزقه فهو محروم، ومن لم ينصره فهو مخذول. ألا فاهدوا بهدى الله ربكم وبما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم، فانه من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. وقد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه بعد الاقرار بالاسلام والعمل بشرائعه اغترارا بالله عز وجل وجهالة بأمره، وطاعة للشيطان. والشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. وبعد فقد وجهت إليكم خالد بن الوليد في جيش المهاجرين والأنصار، وأمرته أن لا يقاتل أحدا حتى يدعوه إلى الله عز وجل ويعذر اليه وينذر. فمن دخل في الطاعة وسارع إلى الجماعة ورجع من المعصية الى ما كان يعرف من دين الاسلام ثم تاب إلى الله تعالى وعمل صالحا قبل الله منه (؟ قبل منه) ذلك وأعانه عليه. ومن أبى أن يرجع إلى الإسلام بعد أن يدعوه خالد بن الوليد ويعذر اليه، فقد أمرته أن يقاتله أشد القتال بنفسه وبمن معه من أنصار دين الله وأعوانه، لا يترك أحدا قدر عليه إلّا أحرقه بالنار إحراقا، ويسبي الذراري والنساء ويأخذ الأموال. فقد أعذر من أنذر. والسلام على عباد الله المؤمنين، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (قال: ثم طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى خالد، وأمره أن يعمل بما فيه) .
341/ بين سطر 13 و 14 يزاد:
اختلافات الرواية بين نص الطبري والكلاعي فيما يتعلق بالمكتوب المفتوح لابي بكر إلى عامة الناس ندونها ههنا:
(28) عند الكلاعي: تاما على إسلامه أو راجعا عنه.

الصفحة 725