كتاب مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة

والخلافة) ؟ إن كان فينا، علمنا ذلك. وإن كان في غيرنا، علمناه فأوصى بنا. فقال علي: إنّا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعده. وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم. (البخاري 64/ 83/ 18) -[بدل أن يقول:
«لا نحتاج أن نسأله فإنه سمّاني ولي عهده عند غدير خم بقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه» ، يقول سيدنا علي: لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده] .
ثم غمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الوجع، فقال:
اهريقوا عليّ من سبع قرب من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم. قالت عائشة: فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول: حسبكم، حسبكم ...
الفضل بن عباس قال جاءني (رسول) رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إليه موعوكا قد عصب رأسه. فقال: خذ بيدي يا فضل.
فأخذت بيده (فانطلق) حتى جلس على المنبر. قال: فقال لي: ناد في الناس. فاجتمعوا إليه. (الطبري، ص 1801) -[في غسله ذكر الطب النبوي وهو طب المستقبل لنا إن شاء الله. وفيه ذكر كيف فاق الناس في أداء واجبات الرعية حتى في شدة مرضه] . فقال:
أما بعد أيها الناس فأني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. [هذا هو المنهج المسنون لخطباء الأمة: الحمد لله والاستعانة منه] .
ثم كان أول ما تكلّم به أنه صلى على أصحاب أحد، واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم (الطبري وابن هشام) . [من لم يشكر الناس لم يشكر الله. ويجب أن لا ننسى من ساعدنا بماله ونفسه حتى بعد موته] .
ثم قال: إن عبدا من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. ففهمها أبو بكر وعرف أن نفسه يريد، فبكى وقال:

الصفحة 728