كتاب مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة

نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا. فقال صلى الله عليه وسلم: على رسلك يا أبا بكر. (ابن هشام والطبري) . [فيه ذكر أن خير الآخرة خير وأبقى من خير الدنيا] .
ثم قال: إن هذه الأبواب اللافظة في المسجد فسدّوها إلا باب أبي بكر، فاني لا أعلم أحدا كان أفضل في الصحبة عندي يدا. وإني لو كنت متخذا من العباد خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا، ولكن صحبة واخاء ايمان حتى يجمع الله بيننا. وسأله أحد سبب سد بعض الأبواب وفتح أخرى، فقال: ما فتحتها ولا سددتها عن أمري (أي: بل من أمر الله) . وقال عمر: دعني يا رسول الله أفتح كوّة أنظر إليك حين تخرج الى الصلاة.
فقال: لا. (ابن هشام والطبري والمقريزي) . [لا يريد أن يسمّي أحدا كولي العهد، فتصير سنة نبوية الى قيام القيامة ولن يقدر المسلمون أن يغيّروا منهج الحكومة. بل يفضل أن يوصي الناس أن يختاروا خيرهم للدين. ويذكر فضائل أبي بكر. وفي سد الابواب وإبقاء باب أبي بكر رمز لطيف لخلافة أبي بكر. كان بيت عائشة رضي الله عنها في شرق المسجد، فيخرج النبي عليه السلام منه ويدخل رأسا في الصف الأول فيؤم الناس. وبيت أبي بكر كان في غرب المسجد، وكان كذلك يدخل في الصف الأول. فأبقى بابه كما هو حتى يدخل رأسا في الصف الأول فيؤم صلاة الجماعة كالخليفة بعد وفاة النبي عليه السلام أيضا] .
ثم خاطب الأنصار: إنكم من أحبّ الناس إليّ. ولولا الهجرة لكنت من الأنصار. ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني، وموعدكم الحوض. يا معشر المهاجرين، استوصوا بالأنصار خيرا، فان الناس يزيدون، وأن الأنصار على هيئتها لا تزيد. وإنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها، ونعلي التي أطأ بها، وكرشي التي آكل فيها. فاحفظوني فيهم، فأكرموا كريمهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. (ابن هشام، والطبري بين آخرين) . [بعد تأمير أبي بكر، يقول لا يكون الخلافة في الأنصار رغم فضائلهم. لعل السبب هو النزاع بين الأوس

الصفحة 729