كتاب مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة

والخزرج: لو كان الخليفة من الأوس لا يقبله الخزرج، وكذلك لو كان من الخزرج لا يقبله الأوس. وفعلا حاول الأنصار في سقيفة بني ساعدة لخلافة سعد بن عبادة الخزرجي. ولم يقبل سعد خلافة أبي بكر، فلم يبايعه ولا لعمر رضي الله عنهم. ولم يهجه أبو بكر رغم عدم بيعة سعد بن عبادة له لأن النبي عليه السلام كان أمر: «وتجاوزوا عن مسيئهم» ] .
ثم ذكر أسامة بن زيد، فقال: أنفذوا بعث أسامة، - وكرّر ذلك ثلاثا- فلعمري لقد قلتم في إمارة أبيه من قبل. وإنه والله لخليق للامارة كما كان أبوه خليقا لها. وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ. (ابن هشام، والطبري والمقريزي) . -[تعليمات للسياسة الخارجية مع الروم البيزنطينيين وكانوا قد قتلوا سفيرا للنبي عليه السلام. وكذلك فيه تصريح أنه لا يوجد فرق بين الذي تولّد حرا وبين من كان عبدا ثم أعتقه مولاه.
وكذلك بين أبناء الأحرار وأبناء العبيد المحررين. إنما المؤمنون إخوة] .
إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم. فمن كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليستقد منه. ألا وإن الشحناء ليست من طبعي ولا من شأني. ألا وإن أحبّكم إليّ من أخذ مني حقا إن كان له، أو حلّلني فلقيت الله وأنا أطيب النفس- (وفي رواية: طيب النفس) - وقد أرى أن هذا غير مغن مني حتى أقوم فيكم مرارا- قال الفضل: ثم نزل فصلّى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، فعاد المقالة الأولى في الشحناء وغيرها.
فقام رجل فقال: يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم. فقال: أعطه يا فضل. فأمرته فجلس. - ثم قال: يا أيها الناس، من كان عنده شيء فليؤدّه، ولا يقل: فضوح الدنيا. ألا إن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة. (فقام رجل، فقال: يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله. قال: ولم فعلتها؟ قال: كنت إليها محتاجا. قال: خذها منه يا فضل) . ثم قال: يا أيها الناس، من خشي من نفسه شيئا فليقم أدع له. فقام رجل فقال: يا رسول الله إني لكذّاب، إني لفاحش وإني لنؤوم. فقال: اللهم ارزقه صدقا وإيمانا، وأذهب عنه النوم إذا أراد. ثم

الصفحة 730