كتاب مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة

ثم انطلقت فبعت سلعتي، ثم أراد أن يأخذ مني (مرة أخرى) . فقال (عمر رضي الله عنه) : ليس له ذلك، وليس له عليك في مالك في السنة الا مرة واحدة. ثم نزل (من المنبر وصلى) . فكتب اليه فيّ. ومكثت أياما ثم أتيته فقلت له: أنا الشيخ النصراني الذي كلّمتك في زياد.
فقال: وأنا الشيخ الحنيفي قد قضيت حاجتك.
رواية القصة عند السرخسي:
إن رجلا من الروم مرّ على عاشر عمر رضي الله عنه ومعه فرس قيمته عشرون ألفا. فطلب منه العاشر أن يأخذه بثمانية عشر ألفا. فأبى. فلم يأخذ الفرس، وأخذ العشر. ثم مرّ عليه راجعا، فأراد أن يأخذ منه العشر ثانيا. فأبى، فجاء متظلما الى عمر رضي الله عنه فوجده في المسجد.
فلم يدخل المسجد، ووقف على بابه، وقال: هو الشيخ النصراني.
وأضافه إلى نفسه. فقال عمر رضي الله تعالى عنه: وأنا الشيخ الحنفي.
فقص عليه القصة، فقال عمر رضي الله عنه: كفيت. فظن النصراني أنه لم يلتفت إلى كلامه، فرجع كالآيس. فلما أتى العاشر، فاذا سبقه كتاب عمر رضي الله تعالى عنه: لا يأخذ منه شيئا. فأخبره العاشر بالكتاب، ولم يأخذ منه شيئا. فتعجب النصراني من عدل عمر رضي الله تعالى عنه، فأسلم.

368/ بع/ 2 عهده لانس بن مالك في الجمارك
الخراج لأبي يوسف، ط بولاق، ص 78.
عن أنس بن مالك قال: بعثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على العشور، وكتب لي عهدا أن آخذ من المسلمين مما اختلفوا فيه لتجاراتهم ربع العشر، ومن أهل الذمة نصف العشر، ومن أهل الحرب العشر.

الصفحة 747