كتاب الزهد والرقائق - ابن المبارك - ت الأعظمي (اسم الجزء: الملحق)

أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ يَقُولُ: «مَا عَمِلْتُ عَمَلًا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا سَنَةً، أُبَالِي مَنْ يَرَاهُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا حَاجَةَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ، أَوْ حَاجَتَهُ مِنَ الْخَلَاءِ»
أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، فِيمَا نَعْلَمُ قَالَ: كَانَ صِلَةُ صَنَعَ مَسْجِدًا بِالْجُبَّانِ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ فَيُصَلِّي فِيهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَمُرُّ عَلَى مَجْلِسٍ، فَأَتَاهُمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَلَا تُحَدِّثُونِي عَنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَرْضًا، فَجَعَلُوا يَنَامُونَ اللَّيْلَ، وَيَجُورُونَ النَّهَارَ، فَمَتَى يَبْلُغُونَ؟» قَالُوا: لَا مَتَى، فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» ، وَتَرَكَهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَلَا تَدْرُونَ مَنْ يَعْنِي؟ مَا عَنَى غَيْرَكُمْ قَالَ: «فَأَقْبَلَ إِقْبَالًا حَسَنًا وَتَرَكَ مَجْلِسَهُمْ»
أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ قَدْ أَدْرَكْتُ بَعْضَهُمْ، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُصَلِّي مَا يَأْتِي فِرَاشَهُ إِلَّا حَبْوًا
أنا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَتَيْنَا أَخًا لَنَا مَرِيضًا نَعُودُهُ، فَتَحَدَّثَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ «أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا يَمْرَضُ يُرْفَعُ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ، وَهُوَ صَحِيحٌ» قَالَ مُسْلِمٌ: «لَيْسَ هَكَذَا كُنَّا نَسْمَعُ، وَلَكِنْ يُرْفَعُ لَهُ أَحْسَنُ مَا كَانَ يَعْمَلُ» وَأَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَمَّا دَخَلُوا، وَهزَمُوا أَهْلَ الْبَصْرَةِ زَمَنَ ابْنِ الْأَشْعَثِ فَصَوَّتَ أَهْلُ دَارِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدِهِ: أَمَا سَمِعْتَ الصَّوْتَ؟ قَالَ: «مَا سَمِعْتُهُ» ⦗٦٣⦘ قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ إِذَا رُئِيَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ ثَوْبٌ مُلْقًى، أَيْ لَا يَتَحَرَّكُ مِنْهُ شَيْءٌ قَالَ سُلَيْمَانُ، وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: «مَا أَعْلَمُ شَيْئًا الْيَوْمَ أَقَلَّ مِنْ دِرْهَمٍ طَيِّبٍ يُنْفِقُهُ صَاحِبُهُ فِي حَقٍّ، أَوْ أَخٍ يُسْكَنُ إِلَيْهِ فِي الْإِسْلَامِ» قَالَ: «مَا يَزْدَادَانِ إِلَّا قِلَّةً»

الصفحة 62