كتاب الزهد والرقائق - ابن المبارك - ت الأعظمي (اسم الجزء: الملحق)

أنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: " مَرَّ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ بِمِيثَمٍ صَاحِبِ الزَّمَانِ وَمَعَ مِيثَمٍ جَلِيسٌ لِلرَّبِيعِ فَقَالَ مِيثَمٌ لِجَلِيسِ الرَّبِيعِ: فِي أَيِّ وَادٍ يَهيمُ هَذَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي مَا نَحْنُ حِينَ نَقُومُ مِنْ عِنْدِهِ إِلَّا كَهَيْئَتِنَا حِينَ نَجْلِسُ قَالَ: أَدْخِلْنِي عَلَيْهِ، فَإِنِّي قَلَّمَا كَلَّمْتُ رَجُلًا إِلَّا كِدْتُ أَعْرِفُ نَحْوَهُ الَّذِي يَأْخُذُ فِيهِ قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ: فَتَكَلَّمَ مِيثَمٌ وَكَانَ صَاحِبَ كَلَامٍ , فَذَكَرَ اخْتِلَافَ النَّاسِ، وَذَكَرَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ، ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ رَبِيعٌ، فَذَكَرَ الْأَمْرَ الْجَامِعَ، الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَحْوَ هَذَا - ثُمَّ اسْتَغْفَرُوا وَسَكَتَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ الرَّجُلُ لِمِيثَمٍ: مَهْ قَالَ: مَا أَنَا حِينَ قُمْتُ إِلَّا كَهَيْئَتِي حِينَ جَلَسْتُ "
أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: نا رَجُلٌ، قِيلَ لِلْحَسَنِ، فِي شَيْءٍ قَالَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنَ الْفُقَهَاءِ يَقُولُ هَذَا , قَالَ: " وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا قَطُّ؟ إِنَّمَا الْفَقِيهُ: الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ، الدَّائِبُ فِي الْعِبَادَةِ " قَالَ: «وَمَا رَأَيْتُ فَقِيهًا قَطُّ، يُدَارِي وَلَا يُمَارِي، يَنْشُرُ حِكْمَةَ اللَّهِ، فَإِنْ قُبِلَتْ حَمِدَ اللَّهَ، وَإِنْ رُدَّتْ حَمِدَ اللَّهَ»

الصفحة 8