كتاب الزهد والرقائق - ابن المبارك - ت الأعظمي (اسم الجزء: الملحق)

أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنِ الثِّقَةِ أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ دَخَلَتْهُ خَشْيَةٌ مِنَ النَّارِ، فَكَانَ يَبْكِي عِنْدَ ذِكْرِ النَّارِ حَتَّى حَبَسَهُ ذَلِكَ فِي الْبَيْتِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهَ فِي الْبَيْتِ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ اعْتنَقَهُ الْفَتَى فَخَرَّ مَيِّتًا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جهِّزُوا صَاحِبَكُمْ فَإِنَّ الْفَرَقَ مِنَ النَّارِ فَلَذَ كَبِدَهُ»
. . . . . . . . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: «لَمَّا خُلِقَتِ النَّارُ فَزَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَطَارَتْ أَفْئِدَتُهَا، فَلَمَّا خُلِقَ آدَمُ سَكَنَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، وَذَهَبَ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ»
أنا زِيَادُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ قَالَ: قَالَ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الرُّسُلِ، فَتُلُقُّوا بِالْفَرَحِ وَالْبِشْرِ، وَفِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ مُصَلٍّ يُصَلِّي لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ ⦗٩٣⦘ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ الْبِشْرَ وَالْفَرَحَ غَيْرَ صَاحِبِ الزَّاوِيَةِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ فَرِحَ بِكَ كَمَا فَرِحْنَا، وَلَكِنَّهُ خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِ جَهَنَّمَ "

الصفحة 92