كتاب الاقتراح في أصول النحو ط البيروتي

وقال قوم: إذا ذكر إذا ذكر لدفع النقض لم يكن حشوا لأن الأوصاف في العلة تفتقر إلى شيئين.
أحدهما: أن يكون لها تأثير.
والثاني: أن يكون يفها احتراز فكما لا يكون ما له تأثير حشوا فكذلك ما فيه احتراز حشوا ".
وقال ابن جني في الخصائص:
قد يزاد في العلة صفة لضرب من الاحتياط بحيث لو اسقطت لم يقدح اسقاطها فيها كقولهم في همز أوائل:
أصله: أواول فلما اكتنف الألف واوان وقربت الثانية منهما من الطرف ولم يؤثر إخراج ذلك على الأصل تنبيها على غيره من المغيرات في معناه وليس هناك ياء قبل الطرف مقدرة وكانت الكلمة جمعا ثقل ذلك فأبدلت الواو همزة فصار (أوائل)
فهذه علة مركبة من خمسة أوصاف محتاج إليها إلا الخامس.
فقولك: ولم يؤثر ... إلى آخره احتراز من نحو قوله:
تسمع من شذانها عواولا
وقولك: وليس هناك ياء مقدرة لئلا يلزمك نحو قوله:
وكحل العينين بالعواور
لأن أصله (عواوير)
وقولك: وكانت الكلمة جمعا غير محتاج إليه لأنك لو لم تذكره لم يخل

الصفحة 124