كتاب الاقتراح في أصول النحو ط البيروتي

فيقول له البصري:
الراوية (غناء) بفتح الغين وهو ممدود.
الرابع: منع ظهور دلالته على ما يلزم منه فساد القياس كأن يقول البصري الدليل على أن المصدر أصل للفعل أنه يسمى مصدرا والمصدر هو الموضع الذي تصدر عنه الإبل فلو لم يصدر عنه الفعل لما سمي مصدرا.
فيقول له الكوفي: هذا حجة لنا في أن الفعل أصل للمصدر فإنه إنما يسمى مصدرا لأنه مصدور عن الفعل كما يقول:
مركب فاره ومشرب عذب أي مركوب ومشروب

ومنها (فساد الوضع)
قال ابن الأنباري:
" وهو أن يعلق على العلة ضد المقتضي كأن يقول الكوفي:
إنما جاز التعجب من السواد والبياض دون سائر الألوان لأنهما أصلا من الألوان.
فيقول له البصري: قد علقت على العلة ضد المقتضي لأن التعجب إنما امتنع من سائر الألوان للزومها المحل وهذا المعنى في الأصل أبلغ منه في الفرع فإذا لم يجز مما كان فرعا لملازمته المحل فلأن لا يجوز مما كان أصلا وهو ملازم للمحل أولى.
والجواب: أن يبين عدم الضدية أو يسلم له ذلك ويبين أنه يقتضي ما ذكره أيضا من وجه آخر ".

الصفحة 128