كتاب طبقات الشافعيين

رواه ابن عساكر.
وقال محمد بن عبيد الله بن محمد الصرار: أخبرنا أبو عمر: محمد بن الحسين البسطامي، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود، سمعت المزني، سمعت الشافعي، رضي الله عنه، يقول: السخاء والكرم يغطيان عيوب الدنيا والآخرة بعد أن لا يلحقهما بدعة، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع، قال: تزوجت، فقال لي الشافعي: كم أصدقتها؟ فقلت: ثلاثين دينارا، قال: كم أعطيتها؟ قلت: سنة دنانير، فصعد داره، وأرسل إلى بصرة فيها أربعة وعشرون دينارا.
وقال البيهقي: أخبرنا الحاكم، أخبرنا نصر بن محمد، حدثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك بدمشق، قال: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: رأيت الشافعي، رضي الله عنه، راكبا حمارا، فمر على سوق الحذائين، فسقط سوطه من يده، فوثب غلام من الحذائين، فأخذ السوط، ومسحه بكمه، وناوله إياه.
فقال الشافعي لغلامه: ادفع تلك الدنانير التي معك إلى هذا الفتى، قال الربي: فلست أدري كانت تسعة دنانير، أو سبعة دنانير.
وعن المزني، قال: كنت مع الشافعي، رضي الله عنه، يوما، فخرجا الأكوام فمر بهدف، فإذا رجل يرمي بقوس عربية، فوقف عليه الشافعي ينظر، وكان حسن الرمي، فأصاب بأسهم، فقال له الشافعي، رضي الله عنه: أحسنت وَبَرَّكَ عليه، ثم قال لي: أمعك شيء؟ فقلت: معي ثلاثة

الصفحة 25