كتاب طبقات الشافعيين

الحسن المعدل، قال: أنشدت للشافعي، رضي الله عنه:
يا لهف نفسي على مال أجود به ... على المقلين من أهل المروءات
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ... ما لست أملك إحدى المصيبات
وعنه قال: ما تقرب إلى الله بعد الفرائض، أفضل من طلب العلم، وقال الربيع: قال لنا الشافعي، رضي الله عنه: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.
وقال أبو ثور: قال الشافعي، رضي الله عنه: ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه، وقال: ما أفلح في العلم إلا من طلبه في القلة.
وعنه قال: ما كذبت قط، ولا حلفت بالله صادقا ولا كاذبا، ولا تركت غسل الجمعة في حر، ولا برد، ولا سفر، ولا غيره، وقال: طلب فضول الدنيا عقوبة، عاقب الله بها أهل التوحيد، وعنه: أنه كان يستصحب في مشيه العصا، فقيل له في ذلك، فقال: لأذكر أني مسافر من الدنيا، وقال سياسة الناس أشد من سياسة الدواب.
وقال: لو علمت أن شرب الماء البارد ينقص مروءتي ما شربته إلا حارا، وقال: أهل المروءة في جهد، وقال، ليس بأخيك من احتجت إلى مدارته، وقال: من صدق في أخوة أخيه، قبل علله، وسد خلله، وغفر زللَه.
وقال: من علامة الصدق أن تكون لصديق صديقك صديقا، وقال: ليس سرور يعدل صحبة الإخوان، ولا هم يعدل فراقهم، وقال: لا تقصر في حق أخيك، اعتمادا على مودته، وقال: لا تبذل وجهك إلى من يهون عليه ردك.

الصفحة 29