كتاب طبقات الشافعيين

وقال ابن عساكر: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أخبرنا أبو نصر الخطيب، حدثنا أبو بكر بن أبي الحديد، حدثنا محمد بن بشر الزنبري، سمعت الربيع، يقول: كنت عند الشافعي، رضي الله عنه، أنا، والمزني، وأبو يعقوب البويطي، فنظر إلينا، فقال لي: أنت تموت في الحديث، وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه وخذله، وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد، قال الربيع: فدخلت على البويطي في أيام المحنة، فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه، مغلولة، يعني: يديه، إلى عنقه، قال: وسمعت الربيع، يقول: كنت في الحلقة، إذ جاءه، يعني: الشافعي، رجل سأله عن مسألة، فقال له الشافعي: أنت نساج؟
فقال: عندي أجراء، وقد روى عنه أشياء تدل على تبحره في علم الطب، فعنه أنه قال: عجبت لمن يدخل الحمام، ثم لا يأكل من ساعته، كيف يعيش، وعجبا لمن يحتجم، ثم يأكل من ساعته كيف يعيش؟ وقال: من أكل الأترج ثم نام، لم آمن عليه أن تصيبه ذبحة، وعنه قال: ثلاثة أشياء دواء من لا دواء له، وأعيت الأطباء مداواته: العنب، ولبن اللقاح، وقصب السكر، ولولا قصب السكر ما أقمتم ببلدكم، رواه الربيع المصري عنه، وعنه قال: عجبا لمن تعشى البيض المسلوق،

الصفحة 31