كتاب طبقات الشافعيين

ثم نام كيف لا يموت، وعنه قال: الفول يزيد في الدماغ، والدماغ يزيد في العقل، وعنه قال: لم أر للوباء مثل دهن البنفسج، يدهن به
ويشرب، وعنه قال: كان غلامي أعشى لا يبصر باب الدار، فأخذت له زيادة الكبد فكحلته بها فأبصر، وقال صالح جزرة: عن الربيع، قال الشافعي، رضي الله عنه: لا أعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه.
وقال حرملة: كان الشافعي، رضي الله عنه، يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب، ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى.
ومن كلامه الحسن ومواعظه وشعره: قال يونس بن عبد الأعلى، قال لي الشافعي، رضي الله عنه: ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فعليك بما فيه صلاحك فالزمه.
وقال الشافعي أيضا: إن لم يكن العلماء العاملون أولياء الله، فلا أعلم لله وليا.
وقال يونس بن عبد الأعلى: قلت للشافعي، رضي الله عنه: إن صاحبنا، يعني: الليث بن سعد، كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة، فقال: قصر رحمه الله، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فلا تغتروا به، حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.
وعن الشافعي، رضي الله عنه، أنه قال: أقدر الفقهاء على المناظرة، من عود لسانه على الركض في ميدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رمقته العيون واللألحاظ، وعنه أنه قال: بئس الزاد إلى المعاد: العدوان على العباد، وعنه قال: العالم يسأل عما يعلم وما لا يعلم، فيستثبت ما يعلم، ويتعلم ما لا يعلم، والجاهل يغضب من التعليم، ويأنف من التعلم.
وعنه قال: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم قلة إخوانه، وأضيع منهما من آخى من لا عقل له، وعنه قال:

الصفحة 32