كتاب تخريج أحاديث الإحياء = المغني عن حمل الأسفار

الباب الرابع في وفاة النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم
1 - حَدِيث ابْن مَسْعُود: دَخَلنَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت أمنا عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا حِين دنا الْفِرَاق، فَنظر إِلَيْنَا فَدَمَعَتْ عَيناهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ «مرْحَبًا بكم حياكم الله، آواكم الله، نصركم الله، وأوصيكم بتقوى الله، وأوصي بكم الله، إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين، أَلا تعلوا عَلَى الله فِي بِلَاده وعباده وَقد دنا الْأَجَل، والمنقلب إِلَى الله وَإِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَإِلَى جنَّة المأوى وَإِلَى الكأس الأوفى، فاقرؤوا عَلَى أَنفسكُم وَعَلَى من دخل فِي دينكُمْ بعدِي مني السَّلَام وَرَحْمَة الله»
رَوَاهُ الْبَزَّار وَقَالَ: هَذَا الْكَلَام قد رَوَى عَن مرّة عَن عبد الله من غير وَجه وأسانيدها مُتَقَارِبَة، قَالَ: وَعبد الرَّحْمَن الْأَصْبَهَانِيّ لم يسمع هَذَا من مرّة وَإِنَّمَا هُوَ عَمَّن أخبرهُ عَن مرّة، قَالَ: وَلَا أعلم أحدا رَوَاهُ عَن عبد الله غير مرّة. قلت: وَقد رَوَى من غير مَا وَجه. رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات من رِوَايَة ابْن عَوْف عَن ابْن مَسْعُود. ورويناه فِي مشيخة القَاضِي أبي بكر الْأنْصَارِيّ من رِوَايَة الْحسن الْعَرَبِيّ عَن ابْن مَسْعُود ولكنهما منقطعان وضعيفان، وَالْحسن الْعَرَبِيّ إِنَّمَا يرويهِ عَن مرّة كَمَا رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط.
2 - حَدِيث: أَنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لجبريل عِنْد مَوته «من لأمتي بعدِي» فَأَوْحَى الله تَعَالَى إِلَى جِبْرِيل أَن بشر حَبِيبِي إِنِّي لَا أخذله فِي أمته، وبشره بِأَنَّهُ أسْرع النَّاس خُرُوجًا من الأَرْض إِذا بعثوا، وسيدهم إِذا جمعُوا وَأَن الْجنَّة مُحرمَة عَلَى الْأُمَم حَتَّى تدْخلهَا أمته. فَقَالَ «الْآن قرت عَيْني»
أخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث جَابر وَابْن عَبَّاس فِي حَدِيث طَوِيل فِيهِ «من لأمتي المصطفاة من بعدِي» قَالَ: أبشر يَا حبيب الله فَإِن الله عز وَجل يَقُول قد حرمت الْجنَّة عَلَى جَمِيع الْأَنْبِيَاء والأمم حَتَّى تدْخلهَا أَنْت وَأمتك قَالَ «الْآن طابت نَفسِي» وَإِسْنَاده ضَعِيف.

الصفحة 1849