كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا

93 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِي {وَالطُّورِ} [الطور: 1] {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 2] ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 7] {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور: 8] قَالَ: §فَبَكَى الْقَوْمُ، حَتَّى مَا كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْقَارِئِ "
94 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الشَّمَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، " فَقَرَأَ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمُ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24] §فَجَعَلَ يُكَرِّرُهَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجَاوِزَهَا، يَعْنِي: مِنَ الْبُكَاءِ "
95 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ مُؤَذِّنًا , فَأَبْطَأَ الْإِمَامُ، فَأَمَّنَا، §فَكَانَ لَا يَكَادُ يُجِيزُهَا مِنَ الرِّقَّةِ، يَعْنِي مِنَ الْبُكَاءِ "
96 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي ثِيَابٍ دَسِمَةٍ، وَوَرَاءَهُ حَبَشِيُّ يَمْشِي , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّاسِ رَجَعَ الْحَبَشِيُّ , فَكَانَ عُمَرُ إِذَا انْتَهَى -[91]- إِلَى الرَّجُلَيْنِ قَالَ: «هَكَذَا رَحِمَكُمَا اللَّهُ» ، حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَ، فَقَرَأَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] ، فَقَالَ: «وَمَا شَأْنُ الشَّمْسِ؟» ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير: 2] حَتَّى انْتَهَى إِلَى {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير: 12] {§وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} [التكوير: 13] فَبَكَى، وَبَكَى أَهْلُ الْمَسْجِدِ، وَارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِالْبُكَاءِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَنُ حِيطَانَ الْمَسْجِدِ تَبْكِي مَعَهُ

الصفحة 90