كتاب فن التحرير العربي

تلخيص الفقرة:
يمكن تلخيص الفقرة عن طريق الاكتفاء بالجملة الرئيسية إذا كان هذا التلخيص يتم في إطار الموضوع ككل؛ أما إذا كان التلخيص مقتصرًا على الفقرة ذاتها، وكانت طويلة فيمكن الاستعانة ببعض الجمل الداعمة كالآتي:
مثال تطبيقي:
الفقرة المراد تلخيصها "من مقالة للدكتور إبراهيم مدكور" تحت عنوان "الفكر واللغة": "إذا تأملنا الفكر واللغة، وجدنا أن كل واحد منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به؛ فاللغة في نشأتها تخضع إلى مدى بعيد للنشاط الذهني، والميول، والاتجاهات النفسية. وما لغة الأطفال إلا حركات وإشارات، تبعث عليها غرائز واستعدادات، فيدفع الطفل يده إلى الأمام مشيرًا إلى التقدم أو إلى الخلف مشيرًا إلى التراجع، وكل تلك حركات تعبر عن انفعالات وأخيلته، ولا تلبث هذه الحركات أن تتحول إلى إشارات، والإشارات إلى أصوات، والأصوات إلى ألفاظ، وهكذا نشأت اللغة في تدرجها الطبيعي، وتقوم على أساس سيكولوجي".
لتلخيص هذه الفقرة لا بد أن نبحث أولًا عن الجملة الرئيسية التي تعتبر محورًا، والتي يمكن أن تصلح عنوانًا لها. والجملة الرئيسية هي: الفكر واللغة، كل واحد منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به. ومن الواضح أننا قمنا بتأليف أجزائها؛ فليس شرطًا أن تكون موجودة في الفقرة نصًا. بعد ذلك نلتقط من الجمل قدرًا يعين على فهمها، ويهمنا هنا تحول الحركات إلى إشارات ثم أصوات وفقًا لدوافع نفسية، ونعيد صياغة الفقرة على النحو التالي:
التأثير بين الفكر واللغة متبادل بينهما؛ فمن تَتَبُّعِنا لحركة الأطفال المحكومة بأفكارهم واتجاهاتهم يتضح لنا أن الحركة تتحول إلى إشارة ثم صوت ثم لفظة، ثم جملة، فتنشأ اللغة على أساس نفسي وتدرج ملحوظ.

الصفحة 159