كتاب فن التحرير العربي

1- إذا هبط الحجَّاج أرضًا مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها ... غلام إذا هزَّ القناة سقاها
سقاها فرواها بشرب سجاله ... دماء رجال حيث مال حشاها
2- إنما الدنيا فناء ... ليس للدنيا ثبوت
3- قد ينفع الأدب الأحداث في مهل ... وليس ينفع بعد الكبرة الأدبُ
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولن تلين إذا قوّمتها الخشبُ
فجملة "شفاها من الداء" تأكيد لسابقتها وكذلك جملة "سقاها فرواها" وجملة "ليس للدنيا ثبوت" في المثال الثاني مؤكدة للجملة السابقة عليها وفي المثال الثالث فإن الجملة في الشطر الثاني من كل بيت مؤكدة للجملة في الشطر الأول.
ومن الواضح أن كل ما عرف بالتذييل في علم المعاني أو التشبيه الضمني في علم البيان يمكن أن يدخل في هذا الباب.
ثانيًا- إذا كانت الجملة الثانية بيانًا للأولى أوتفسيرًا لها كما في قول الله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ} [طه:120] فجملة "قال يا آدم" بيان للجملة الأولى وتفسير للمقصود بالوسوسة.
{وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى

الصفحة 93