كتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

وواقعٌ لا يقبل النَّسخَ لأنَّها خبر لا يجوز عليه الإبطال.
ولو جارَيْنا الشَّيخ -رحمه الله- ومَنْ يذهب مذهبه في الإسراف في ادِّعاء النسخ في آيات القرآن، لقلنا: إن آية {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]، منسوخةٌ أيضًا بالآية الأخيرة: {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ومعنى ذلك أنَّه يجوز للسكارى أن يقربوا الصَّلاة، وهو باطلٌ لا يقبل جَدَلًا.
ومن هنا لا أرى رأيَ الذين يتسرَّعون بالقول بالنَّسخ في آيات القرآن، وأقف هنا لأحيل القرَّاء والعلماء الفاقهين على ملاحظاتي، ليروا هَلْ أنا على صواب أم خطأ. . . . بعيدًا عن التَّعَصُّب الذميم، بعيدًا عن الهُراء والبَذاء، والطَّعن الشَّخصي {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]، والسَّلام على من اتَّبع الهُدى، ولا عصمة إلا لنبيٍّ.

أحمد مُحمَّد جَمال

الصفحة 285