كتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الحساب قد اختلطَ عليه، وامّا أنّ التعبيرَ قد خانَه.
وأرى الأستاذ أحمد جَمَال لم يركِّز على شيء فيما كتبه في النَّدوة مثل تركيزه على عَيْبي بالتَّعَصُّبِ الذميم. . . وإنِّي، وكذلك كلُّ طالب علم، لأَضُمُّ صوتي إلى صوت الأستاذ أحمد جمال في إعابةِ هذه الخصلة الذَّميمة. . . وإنَّ أشنع ما يكون من ذلك هو ما يكون منهُ تعصُّبًا للنَّفس. . . وقد يكون من غير التَّعصُّبِ في نظر الأستاذ أحمد جمال لو حصل السُّكوتُ مِنَّا على تَقَوُّلاتِهِ على صاحب "دَفْعِ إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" أو عمَّا سيكتبه عن سلطان العلماء العزِّ بن عبد السلام، لو حصلَ مني ذلك لكنتُ عنده -ولا شك- من أشدِّ المتسامحين.
وسوف أخالفُ الأستاذ في هذه فقط، وهي أني لا أعتقد في شَيْخي ولا في غيره من العلماء إلا أنهم يجوزُ عليهم الخطأ والنسيان، وإذا كان ذلك يجوز عليهم فهو على الأستاذ أحمد جَمَال أشدُّ جوازا من باب أَحْرى. . .!!
ومن هنا كانت محاولتي لردِّ أخي إلى صوابه عن طريق الإحالة إلى منابع العلم الأساسية، وباستشهاداتي فيما ذهبتُ إليه بما سقتُه من أدلَّةٍ وحُجَج، وما أحلتُهُ إليه من المراجع لطائفةٍ من أئمة

الصفحة 290