كتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

السَّارقة والزَّانية، وتلك المغايرة هي التي سَوَّغت العطف، تأمَّلْ وافْهَم يا أستاذ!!
تأكيدُ الذم بما يُشْبِهُ المدحَ في رأي أحمد جمال قال شيخنا عليه رحمة الله: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} الآية [الدخان: 49]، نزلتْ في أبي جَهْلِ لما قال: أيوعدني محمدٌ، وليس بين جَبَلَيْها أعزُّ ولا أكرمُ منِّي، فلمَّا عَذَّبَهُ الله، قيل لهُ: ذُقْ إنَّكَ أنتَ العزيز الكريم، في زعمك الكاذب.
بل أنت المهان الخسيس الحقير، وهذا نوع من أنواع العذاب" اهـ.
غير أنَّ الأستاذ أحمد جَمَال أبى ذلك، وقال: "قلتُ: إن نصَّ الآية لا يُساعدُ على تخصيص نزولها في أبي جهل فهي عامة في كل كافر".
والجواب: هو أنَّ كون مدلولها عامًا في كل كافرٍ لا يمنعُ من خُصوصِ سببِ نزولها في شخصِ بعينه أو في حادثةٍ معينةٍ.
لأنَّ المقرَّر في علم الأصول أنَّ العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب إلا ما يثبت من ذلك أنَّه خاصُّ الحكمِ والسَّببِ معًا، مثل: عناق أبي بردة، وشهادة خزيمة، ونحو ذلك.

الصفحة 300