كتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

بذلك القطر الإِسلامي الذي هو منه، فكان أوَّل ما خاطبني به أنْ قال: أَيْ فلان، أنتم كُفَّار، أنتم حَشَوِيَّة، أنتم مُجَسِّمَة.
فقلتُ: أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله، اسمع عقيدتي.
فأصَمَّ أُذنيه بأصبعيه، وقال: أخافُ أنْ تُشَبِّهَ عَلَيَّ.
فقلتُ: لابدَّ أنْ تسمع معتقدي ثم احكم عليَّ بِما شئتَ بعد ذلك:
أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله، وأشهد أنَّ الذي جاءَ به محمدٌ حقٌ، وأنَّ الجنَّةَ حَقٌّ، وأنَّ النَّارَ حَقٌّ، وأنَّ الساعةَ آتيَةٌ لا ريبَ فيها، وأنَّ اللهَ يبعثُ مَنْ في القبور، وأشهدُ أنَّ عيسى عبدُ الله ورسولُهُ، وكلمته ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه.
وأشهدٌ أنَّ الله موصوفٌ بكلِّ صفة كمالٍ وجلالٍ وصفَ بها نفسه في كتابه العزيز ووصفهُ بها نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - في سُنَّتِهِ الصَّحيحة، على غرار {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وأُقِرُّ بِكَمالِ عَجْزي عن إدراكِ كُنْهِ هذه الذَّات المقدَّسة، وصفاتها العلية، ثم قلتُ: احكم عليَّ بما شئتَ.

الصفحة 310