كتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

هو: الصفة النَّفسية القائمة بالذات المقدَّسة لا تفارقها، وهذا المتلوُّ مدلولُها.
فقلتُ للشَّيخ: أنا لا أستحقُّ أَنْ أبلغَ مرتبةَ طالبٍ في حلقتك، لكنني على مكانتي منك أسمعُ آيةً من كتابِ الله تعالى توعد مَنْ يقول مثلَ ما قلتَ بالنَّار.
فتعجَّب وقال: كيف ذلك؛ {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ} أين هذه الآية؟ فقرأتُ من سورة المدثر قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} إلى قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} [المدثر: 11 - 25] , فقلتُ: وماذا رتَّبَ الله على هذا الزَّعم؟ رتبَ عليه قولَه تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} [المدثر: 26 - 27].
فعندها كَبَّرَ الشَّيخُ رافعًا يديه بيني وبينَهُ يكرِّر: الله الله! حتى استلقى على قفاه، وتكلَّم كلامًا يُعرِبُ عن تَضَجُّرٍ بلهجته المحليَّة.
ولم يُورِد سؤالًا بعدها حتىَّ سافر إلى بلده، لكنَّني رجوتُ أنْ يكون رجعَ عن هذا المذهب؛ لأنَّني سمعتُهُ بعد ذلك يذكُرني لبعض أهل قرابتي، ويصفُني بصحَّة العقيدة فتفاءلتُ له خيرًا.
والحاصل أنَّه لولا فضل الله علينا بلقاء الشَّيخ محمَّد الأمين بن

الصفحة 313