كتاب ذيل ابن العراقي على العبر (اسم الجزء: 1)

واعتمادهم عليه في الإفتاء والتّدريس وهو ما يزال في سن الشّباب. واستمر يتعاظم شأنه ويتوقّد ذكاؤه حتّى علا شأنه، وذاع صيته، واشتهر بفضله ونباهته.
وليس غريبا أن تجد كتب التّراجم طافحة في الثّناء عليه والإشادة بعلمه بنصوص كثيرة من أقوال رفاقه ومعاصريه وتلامذته، فقد وصفه تلميذه تقيّ الدّين الفاسيّ بقوله: «وهو أكثر فقهاء عصرنا هذا حفظا للفقه وتعليقا له وتخريجا، وفتاويه على كثرتها مستحسنة ومعرفته للتفسير والعربيّة والأصول متقنة. وأمّا الحديث فأوتي فيه حسن الرّواية وعظيم الدّراية في فنونه» (¬١) . وأشاد ابن تغري بردي بعلمه فقال: «كان إماما فقيها، عالما حافظا، محدّثا، أصوليّا، محقّقا، واسع الفضل، غزير العلم، كثير الاشتغال والإشغال» (¬٢) . ومدحه ابن حجر فقال: «الإمام الحافظ شيخ الإسلام. . . اشتغل في الفقه، والعربيّة، والمعاني والبيان. . . وأقبل على التّصنيف فصنّف أشياء لطيفة في فنون الحديث» (¬٣) . وأثنى عليه الدّاووديّ فقال: «ويرع في الفنون، وكان إماما محدّثا، حافظا فقيها، محقّقا، أصوليّا صالحا، له الخبرة التّامّة بالتّفسير، والعربيّة» (¬٤) . وقال فيه بدر الدّين العينيّ: «كان عالما فاضلا، له تصانيف في الأصول، والفروع، وفي شرح الأحاديث، ويد طولى في الإفتاء. وكان آخر الأئمّة الشّافعيّة بالدّيار المصريّة» (¬٥) .
إلى غيرها من النّصوص التي أوردها أصحابها في مصادر ترجمته، وكلّها إشادة بعلمه، وطيب سمعته واعتزاز بتصانيفه القيّمة (¬٦) .
_________
(¬١) ذيل التقييد، الورقة ١٠٨ ب.
(¬٢) المنهل الصافي: ١/ ٣١٤.
(¬٣) إنباء الغمر: ٨/ ٢١، ٢٢.
(¬٤) طبقات المفسرين: ١/ ٥٠.
(¬٥) الضوء اللامع: ١/ ٣٤١.
(¬٦) وانظر أيضا من مصادر ترجمته: بهجة الناظرين، ولحظ الألحاظ، وحسن المحاضرة، وطبقات الحفاظ للسيوطي، وبدائع الزهور، وشذرات الذهب، والبدر الطالع.

الصفحة 16